والتزم في غير ندور كون خبر جميعها مضارعا مجردا من أن مع القسم الأول، لأن أنْ تقتضي الاستقبال، والشروع ينافيه.

ولا بد من مقارنة أن للمضارع المخبر به بعد أولى وحرى واخلولق. وترك ذلك بعد كاد وكرب أولى من فعله، وفعله بعد عسى أولى من تركه، والأمر بعد أوشك سواء.

وورود عسى في الرجاء كثير، وورودها في الإشفاق قليل، وقد اجتمعا في قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) ومن ورودها إشفاقا قول الشاعر:

عسيتم لدى الهيجاء تلقَوْن دوننا ... تضافر أعداء وضعف نصير

وقال الشاعر في طفق:

طفق الخَلِيّ بقسوة يلحى الشجى ... ونصيحة اللاحي الخلي عناء

وقال آخر في جعل:

وقد جعلت إذا ما قمتُ يُثْقلني ... ثوبي فأنهضُ نهش الشّارب الثَّمِل

وقال آخر في علق:

أراك عَلِقْت تظْلم من أجرنا ... وظلمُ الجار إذلالُ المجير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015