وقال آخر في جر المعطوف على المنصوب بما:

ما الحازمُ الشهمُ مِقداما ولا بطلٍ ... إنْ لم يكنْ للهوى بالعقل غلّابا

فكأنه قال: ما الحازم بمقدام ولا بطل.

وقد عومل بهذه المعاملة المعطوف على منصوب كان المنفية، كقول الشاعر:

وما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ ... ولا مُنْمِشٍ فيهم مُنْملِ

وإلى هذا أشرت بقولي: ويندر ذلك بعد خبر غير ليس وما.

فجر منمشا لعطفه على منصوب كان المنفية لشبهه بمنصوب ليس في صلاحيته للباء، حتى كأنه قال: وما كنت بذي نيرب ولا منمش، والنيرب النميمة، والمنمش المفسد ذات البين، والمنمل كذلك.

ونبهت بقولي: "الصالح للباء" على أن المعطوف على خبر لا يصلح للباء لا يجوز جره، نحو: لست تفعل ولا مقاربا.

وقد يجر المعطوف على المنصوب باسم الفاعل كقول امرئ القيس:

فظلّ طُهاةُ اللحم من بين مُنْضِج ... صَفِيفَ شِواء أو قديرٍ مُعَجَّل

لأن المنصوب باسم الفاعل يجر كثيرا بإضافته إليه، فكأنه إذا انتصب مجرور، وجواز جر المعطوف على منصوب اسم الفاعل مشروط بالاتصال، كاتصال منضج بالمنصوب، فلو كان منفصلا لم يجز الجر، نحو أن يقال: من بين منضج بالنار صفيف شواء، لأن الانفصال يزيل تصور الإضافة المقتضية للجر، فلذلك لا يجوز جر المعطوف مع انفصال اسم الفاعل من معموله.

ص: وإن وَلِيَ العاطفَ بعد خبر ليس أو ما وصفٌ يتلوه سببي، أعْطِيَ الوصفُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015