فما إن طِبُّنا جُبْن ولكنْ ... .منايانا ودولة آخرينا

وإن هذه زائدة كافة لما، كما هي "ما" كافة لإنّ وأخواتها في نحو: (إنما اللهُ إلهٌ واحد).

وزعم الكوفيون أنَّ إنْ المقترنة بما هي النافية جيء بها بعد ما توكيدا، والذي زعموه مردود بوجهين: أحدهما: أنها لو كانت نافية مؤكدة لم تغير العمل، كما لا يتغير لتكرير ما، إذا قيل: ما من زيد قائما، كما قال الراجز:

لا يُنْسِك الأسى تأسِّيًا فما ... ما مِنْ حِمامٍ أحدٌ معتصما

فكرر ما النافية توكيدا وأبقى عملها.

الثاني: أن العرب قد استعملت إنْ زائدة بعد ما التي بمعنى الذي، وبعد ما المصدرية التوقيتية، لشبههما في اللفظ بما النافية، فلو لم تكن زائدة المقترنة بما النافية، لم يكن لزيادتها بعد الموصولتين مسوغ. ومثال زيادتها بعد الموصولتين قول الشاعر:

يُرَجِّي المرْءُ ما إنْ لا يراه ... وتعرِض دون أدناه الخطوبُ

أراد: يرجى المرء الذي لا يراه. ومثله قول الآخر:

ورَجِّ الفتى للخير ما إنْ رأيته ... على السِّنِّ خيرا لا يزال يزيد

فما في هذا البيت مصدرية توقيتية، فزادوا إن بعدها لشبهها في اللفظ بما النافية، فتعين الحكم بالزيادة على التي بعد النافية، وزيدت أيضا إن بعد ألا الاستفتاحية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015