متعين، وهو مع الرفع ممكن، فوجب ترجيحه، ليجرى الاستعمالان على سنن واحد، ولا يختلف العامل. ولأن الفعل التام إذا أضمر بعد إن الشرطية لا يستغنى عن مفسر، نحو: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجِرْه) فخولف هذا في كان الناقصة، لوقوع ثاني جزأيها موقع المفسر، ولأنها تُوسع فيها بما لا يستعمل في غيرها، فمقتضى الدليل ألا تشاركها التامة في الإضمار المشار إليه، لكن أجيز فيها لشبهها بالناقصة، فلا يستويان في التقدير.
ومثال إضمار كان الناقصة بعد لدن قول الشاعر:
من لَدُ شَوْلا فإلى إتلائها
يصف إبلا، والتقدير: من لد أن كانت شولا، كذا يقدره الجمهور، وعندي أن تقدير "أنْ "مستغنى عنه، كما يستغنى عنها بعد مُذْ.
ومثال إضمار كان بعد شبه لدن قول الشاعر:
أزمانَ قومي والجماعةَ كالذي ... لَزِم الرِّحالةَ أن تَميل مَمِيلا
أراد: أزمان كان قومي مع الجماعة كالذي لزم الرحالة، كذا قال سيبويه.
ومثال التزام إضمار كان بعد "أنْ" معوضا منها قول الشاعر:
أبا خُراشَةَ أمّا أنت ذا نفرٍ ... فإن قومي لم تأكلهم الضّبع
أراد: لأن كنت، فحذف اللام، فبقى "أنْ كنت" ثم حذف "كان" وجاء بالمنفصل خلفا عن المتصل، وبـ"ما" قبله عوضا من كان، فالتزم حذفها، لئلا يجتمع العوض والمعوض منه. ومثال: أما أنت ذا نفر: أمّا أنت مرتحلا، من قول