وفي حُمَيّا بَغْية تَفجُّسُ ... ولا يزال وهو ألْوَى ألْيَسُ
فاستغنى بالجملة الحالية عن الخبر. ولنا أن نقول: الخبر محذوف، والتقدير: ولا يزال متفجسا، وهو ألوى أليس، والتفجس التكبر، والأليس الشجاع.
وتتم كان بأن يراد بها معنى ثبت، وثبوت كل شيء بحسبه، فتارة يعبر عنه بالأزلية نحو: كان الله ولا شيء معه. وتارة يعبر عنه بحَدَث، كقوله:
إذا كان الشتاءُ فأدْفِئوني ... فإنّ الشيخَ يُهرِمه الشتاءُ
وتارة يعبر عنه بحضرن كقوله تعالى: (وإنْ كان ذو عُسْرة).
وتارة يعبر عنه بقدر أو وَقَع نحو: ما شاء الله كان.
وتتم كان أيضا بأن يراد بها معنى كفل، فتتعدى بعلى، ومصدرها كِيانة. وتتم كان أيضا مرادا بها معنى غزل، ذكر ذلك أبو محمد البطليوسي.
وتتم توالي كان الثلاث وهن: أضحى وأصبح وأمسى، بأن يراد بهن الدخول في الضحى والصباح والمُسْي، كقوله تعالى: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) وكقول الشاعر:
ومِنْ فَعَلاتي أنني أُحْسِنُ القِرَى ... إذا الليلةُ الشهباءُ أضْحَى جليدها
وتتم ظل بأن يراد بها معنى دام أوطال.
وتتم بات في قولهم: بات بالقوم، أو بات القومَ إذا نزل بهم ليلا، فتستعمل متعدية بالباء وبنفسها.
وتتم صار بأن يراد بها معنى رجع فتتعدى بإلى، أو معنى ضم أو قطع فتتعدى