تَنْفكُّ تسمعُ ما حَيِيـ ... ـــــــــــت بهالكٍ حتى تكونَه
ومنه قول امرأة من العرب:
تزال حبالٌ مُبْرَماتٌ أعَدّها ... لها ما مشى منها على خُفِّه الجمل
أي لا تزال. وأشرت بقولي: "متصل غالبا" إلى أن النافي قد يوجد منفصلا كقول الشاعر:
ما خِلْتُني زِلتُ بعدكم ضَمِنًا ... أشكو إليكم حُمُوَّة الألم
أراد: خلتني ما زلت بعدكم، وخلت جاءت هنا بمعنى أيقنت، وهو أيضا غريب.
ومن الفصل بين النافي والمنفي في هذا الباب قول الآخر:
ولا أُراها تزال ظالمةً ... تُحْدِثُ لي قُرْحةً وتَنْكَؤُها
أراد: وأراها لا تزال.
ص: وكلها تدخل على المبتدأ إن لم يخبر عنه بجملة طلبية، ولم يلزم التصدير، أو الحذف، أو عدم التصرف، أو الابتدائية لنفسه أو مصحوب لفظي أو معنوي، وندر: وكُوني بالمكارم ذَكِّرِيني.
ش: جرت عادة النحويين بإطلاق القول في كون هذه الأفعال تدخل على المبتدأ، فلا يبينون امتناع بعض المبتدآت من دخولها عليها، وقد تعرض لذلك بعضهم دون حصر، وقد بينت ما أغفلوه من ذلك، فإن الحاجة داعية إلى معرفته.