خالي لأنت ومَنْ جريرٌ خاله ... يَنَل العَلاء ويكرم الأخوالا
فلك أن تجعل اللام من قوله: لأنت، زائدة كزيادتها في قول الراجز:
أمُّ الحُلَيْس لَعَجوزٌ شَهْرَبَهْ ... ترضَى من اللحم بعظم الرَّقبه
ولك أن تجعلها لام ابتداء داخلةعلى مبتدأ خبره أنت، كأنه قال: خالي لهو أنت. وزيادتها أولى، لأن مصحوب لام الابتداء مؤكَّد بها، وحذف المؤكَّد مناف لتوكيده.
ومن زيادتها مع الخبر قول كثير:
أصاب الرّدى مَنْ كان يهوى لكِ الرَّدى ... وجُنَّ اللواتي قُلْنَ عَزّةُ جُنَّتِ
فهنّ لأولى بالجنون وبالجفا ... وبالسيئات ما حَيِين وحَيَّت
ومن زيادتها قول الشاعر:
وبنفسي لَهُمومٌ ... فهي حَرّى آسفة
ومما يمنع تقديم الخبر كون المبتدأ ضمير الشأن، كقولك: هو زيد منطلق، لأنه لو قدم خبره عليه فقيل: زيد منطلق هو لم يعلم كونه ضمير الشأن، ولتوهم كونه مؤكدا للضمير المستكن في الخبر.
وفي حكم ضمير الشأن قول القائل: كلامي زيد منطلق، فإن تأخير "كلامي" وتقديم: زيد منطلق، ممتنع، لأن سامع قولك: زيد منطلق، قد علم أنه كلامك، فيتنزل قولك "كلامي" بعد ذلك منزلة قولك: كلامي هو كلامي، ولا فائدة في ذلك.
ومما يمنع تقديم الخبر كون المبتدأ بعض أسماء الاستفهام أو الشرط نحو: أيُّهم