وتخلص الاستقبال بالمجازاة كثير كقوله تعالى (إن يَشَا يُذْهِبْكم ويأت بخلق جديد) وبلو المصدرية كقوله تعالى (يوَدُّ أحدُهم لو يُعَمَّر ألف سنة) وعلامة المصدرية أن يحسن في موضعها أنن واحترز بتقييدها من لو الدالة على امتناع لامتناع، فإن تلك تؤثر ضد ما تؤثر هذه، وسنبين ذلك.
والتخلص بنون التوكيد كقوله تعالى: (ولنبلونَّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشِّر الصابرين).
والتخلص بحرف التنفيس كقوله تعالى (ولسوف يعطيك ربُّك فترضى) و (سنقرئك فلا تنسى)، وجاء عن العرب: سف أفعل، وسَوْ أفعل، وسَيْ أفعل وهي أغربهن، حكاها صاحب المحكم. واتفقوا على أن أصل سف وسو وسَي سوف، وزعموا أن السين أصل برأسها غير مفرعة عن سوف، ولكنها منها كنون التوكيد الخفيفة من نون التوكيد الثقيلة وهذا عندي تكلف ودعوى مجردة عن الدليل، وليس كذلك القول بأن نون التوكيد الخفيفة أصل برأسها، لأن الذي حمل على ذلك أنا رأينا الخفيفة تنفرد بمعاملة لا تعامل بها الثقيلة، كحذفها عند ملاقاة ساكن نحو أن تصل "قُومَنْ" باليوم، فإنك تقول: قومَ اليوم، فتحذف النون لالتقاء الساكنين، ولو كانت مخففة من الثقيلة لكان حذفها بعد الحذف منها إجحافا، ومثل ذلك فيما شأنه أن يُعل ممتنع، فما ليس شأنه أن يعل أحق أن يمتنع ذلك فيه، فلما لم يمتنعوا من معاملة الخفيفة بهذه المعاملة علم أنها أصل برأسها.
وبدليل آخر أيضًا وهو أن الخفيفة إذا انفتح ما قبلها وقف عليها مبدلة ألفا كقول القارئ في (لنسفعنْ): "لنسفعا" ولو كانت مخففة من الثقيلة لم يجز أن تبدل