وقال تعالى في استقبال المنفي بما وإن (قل ما يكونُ لي أن أبَدِّلَهُ من تِلقاء نفسي إنْ أتَّبعُ إلا ما يُوحَى إلي) وقال أبو ذؤيب:
أوْدَى بَنِيَّ وأعقبوني حسرةً ... عند الرُّقاد وعبرة ما تُقْلِع
وقال النابغة الجعدي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
له نائلاتٌ ما يَغبُّ نوالُها ... وليس عطاءُ اليوم مانعه غدا
وقال رجل من بني طيء:
فإنك إن يعرُوك مَن أنت مُحْسِبٌ ... ليزدادَ إلا كان أظْفَرَ بالنُّجح
أي ما ينزل بك من أحسبته بالعطاء، أي أعطيته عطاء كان كافيا ليزداد على الكفاية إلا كان أظفر بالنجح، فالمنفي بإن هنا مستقبل لا شك في استقباله.
ص: ويَتَخَلَّصُ للاستقبال بظرفٍ مستَقبل، وبإسناده إلى مُتَوقَّع، وباقتضائه طلبا أو وعدا، وبمصاحبة ناصب، أو أداة ترج أو إشفاق أو مجازاة، أو لو المصدرية، أو نون توكيد، أو حرف تنفيس وهو السين أو سَوْف أو سَفْ أو سَوُ أو سَيْ.
ش: تخلص الاستقبال بظرف مستقبل على ضربين: أحدهما أن يكون الفعل عاملا في الظرف، والثاني أن يكون الظرف مضافًا إلى الفعل نحو: أزورك إذا تزورني، فأزورك عامل في إذا، وهو ظرف مستقبل مضاف إلى تزورني، فتخلصا به للاستقبال.