تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) ولو لم يكن المراد به جمعا لم يشَر إليه بجمع ولا عاد عليه ضمير جمع، ومن ذلك أيضا قوله تعالى (كما يقومُ الذي يتخبَّطه الشيطانُ من المسِّ) فلو لم يرَد به جمعٌ لم يضرب به مثل لجمع.

فإن قُصِد بالذي مُخَصَّص فلا محيصَ عن اللَّذَيْن في التثنية، والذِين في الجمع، ما لم يضطر شاعر، كقوله:

أبَني كُلَيْبٍ إنَّ عَمَّيَّ اللَّذا ... قتلا الملوكَ وفَكَّكا الأغلالا

وكقول الآخر:

وإنَّ الذي حانَتْ بِفَلْجٍ دماؤهم ... هم القومُ كلُّ القومِ يا أمَّ خالد

ومن قال: الذون رفعًا والذين نصبا وجرا قال في اللاء إذا أريد به ما يراد بالذين: اللاءون رفعا، واللائين جرا ونصبا. ومن قال "الذين" مطلقا قال "اللائين" مطلقا. وقيل: اللاءون في الرفع واللائين في النصب والجر لغة هذيل.

ويقال أيضا في اللاء بمعنى اللاتي إذا جمع اللاءات معربا ومبنيا على الكسر، ومنه قول الشاعر:

أولئك إخواني الذين عرفتهم ... وأخْواتُكَ اللاءات زُيِّنَ بالكتَم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015