وأما إنْ فللخلو عن الجزم بوقوع الشرط تحقيقا، أو باعتبار مجازى، وتعمل الجزم، كقولك: إن تقم أقم، لأها تصحب المضارع أكثر مما تصحب الماضي، فلما غلب استعمالها مع المضارع، كانت بمنزلة ما لازمه واختص به، فقبلت أن تؤثر فيه وتعمل، فعملت الجزم لأنه أخف.
وأما "إذما" فأصلها "إذ" ضم إليها "ما" بعدما سلبت معناها الأصلي، وجعل حرف شرط بمعنى إنْ، فجرى مجراها، وعمل عملها قال الشاعر:
وإنكَ إذما تابَ ما أنت آمرٌ ... به تُلْفِ من إياه تأمُرْ آبيا
وأنشد سيبويه للعباس بن مرداس:
إذْ ما أتيتَ على الرسول فقل له ... حقًّا عليك إذا اطمأنَّ المجلسُ
وأنشد الآخر:
إذ ما تريْني اليوم مُزْجًى ظَعائني ... أُصَعِّد سَيْرا في البلاد وأُفْرِعُ
فإنّيَ من قومٍ سِواكم وإنّما ... رجاليَ فَهْمٌ بالحجازِ وأشْجَعُ
وعند المبرد وابن السراج وأبي علي أنّ إذما باق على اسميته، وفي ذلك كلام يأتي ذكره في القول على حيثما.
وأما الأسماء فما تضمن معنى إنْ فيجرى مجراها في التعليق والعمل، وهي