وحكى الفراء عن العرب الرفع والجزم في المضارع المنفي بلا الصالح قبلها كي، وأنهم يقولون: ربطت الفرس لا ينفلتُ، ولا ينفلتْ، وأوثقت العبد لا يفرُّ ولا يفررْ، قال: وإنما جزم لأن تأويله: إن لم أربطه فر، فجزم على التأويل، وأنشد لرجل من عقيل:
وحتى رأَيْنا أحسنَ الفعل بيننا ... مُجاملةً لا يقرف الشَّرَّ قارِفُ
ولآخر:
لو كنتَ إذ جئتَنا حاولت رُؤْيتنا ... أتيتنا ماشيا لا تُعرَفِ الفرسُ
بجزم يقرف وتعرف، ورفعهما.
فصل: ص: تظهر أنْ وتضمر بعد عاطف الفعل على اسم صريح، وبعد لام الجر غير الجحودية، ما لم يقرن الفعل بلا بعد اللام فيتعين الإظهار. ولا تنصب أن محذوفة في غير المواضع المذكورة إلا نادرا، وفي القياس عليه خلاف.
ش: اطرد نصب المضارع بإضمار أن جائزة الإظهار في موضعين: أحدهما: أن يكون الفعل معطوفا على اسم صريح، كقول الشاعر:
لَلُبْسُ عباءة وتقرَّ عيني ... أحبُّ إليّ من لُبْس الشُّفوف
أراد: للبس عباءة وأن تقر عيني، فحذف أن وأبقى عملها، ولو استقام الوزن بإظهار أنْ كان أقيس.
ولا يختص هذا الإضمار بالمعطوف بالواو، بل يجوز في المعطوف بغيرها،