وقراءة بعضهم: (لمن أراد أن يُتمُّ الرضاعة) وقول الشاعر، أنشده السيرافي:
يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما ... وحيثما كنتما لُقِّيتما رشدا
أن تحملا حاجة لي خف محملها ... تستوجبا نعمة عندي بها ويدا
أن تقرآن على أسماء ويحكما ... مني السلام وألا تشعرا أحدا
وفي الحكم على أنْ فيما جاء من هذا النحو قولان:
فعند الكوفيين أنها المخففة من أنَّ، وجاز خلوها من العلم والظن، لأنه لا مانع منه في القياس.
ومذهب البصريين أنها التي تنصب المضارع، ولكنها شبهت بما أختها، وهي المصدرية، فحملت عليها في الإلغاء، فوقع المضارع بعدها مرفوعا، ووليها جملة ابتدائية، كما قد تلي ما، كقوله:
واصِلْ خليلَك ما التَّواصُلُ مُمْكِنٌ
وكلا القولين حسن.
ص: ولا يتقدم معمول معمولها عليها، خلافا للفراء، ولا حجة فيما استشهد به لندوره، وإمكان تقدير عامل مضمر.
ولا تعمل زائدة خلافا للأخفش، ولا بعد عِلْم غير مؤول خلافا للفراء وابن الأنباري. ولا يمتنع أن تجري بعد العلم مجراها بعد الظن لتأوله به، ولا بعد الخوف مجراها بعد العلم لتيقن المخوف خلافا للمبرد. ولا يجزم بها خلافا لبعض الكوفيين.