أن يقال: ضربت وضربني قومَك، أراد: وضربوني، فأفرد على تقدير: وضربني مَنْ ثم، وأنشد أبو الحسن:

وبالبدو منا أسرةٌ يحفظوننا ... سراع إلى الداعي عظام كرا كره

فأفرد ضمير الأسرة، لأنهم نسب إليهم الحفظ، فصح تأولهم بحصن أو ملجأ، فجاء بالضمير على وفق ذلك، فكأنه قال: أسرة هم بحفظهم إيانا ملجأ عظيم كراكره.

ومن كلام العرب: هو أحسن الفِتْيان وأجمله، لأنه بمعنى أحسن فتى، فأفرد الضمير حملا على المعنى.

وإلى نحو هذا أشرت بقولي "أو لسَدِّ واحد مسدهم" ومثل هذا قوله تعالى (وإنَّ لكم في الأنعام لعِبرةً نُسْقِيكم مما في بطونه) وقال الراجز:

وطابَ ألبانُ اللِّقاح وبَرَد

لأنّ النَّعمَ واللبَن يَسُدَّان مسد الأنعام والألبان.

ويعامل بذلك ضمير الاثنين وضمير الإناث بعد أفعل التفضيل كثيرا، مثال ذلك في ضمير الاثنين قول الشاعر:

وميَّةُ أحْسَنُ الثَّقَلَين جيدا ... وسالِفَةً وأحسَنُه قَذالا

وقال الآخر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015