والمندوب توجعا لكونه سببا للألم كقول ابن قيس الرقيات:
تَبْكيهمُ دَهْماءُ مُعْوِلةً ... وتقولُ سلمى وارَزِيَّتيه
ولا يندب اسم جنس مفرد، ولا اسم إشارة، ولا موصول بصلة لا يتعين بها المندوب، فلا يقال في رجل: وارجلاه. ولا في: أنت: وا أنتاه. ولا في: هذا: واهذاه. ولا في: من ذهب: وا من ذهباه.
ويندب اسم الجنس المضاف نحو: واغلام زيداه، والموصول بصلة تعين المندوب نحو: وامن حفر بئر زمزماه.
ونبهت بقولي: "ويساوي المنادى في غير ذلك من الأقسام" على أنه قد يكون علما، واسم جنس مضافا، وموصولا بصلة معينة.
ومن مساواة المنادى في الأحكام أنه إذا لم تل آخره الألف ضم إن كان مما يضم في النداء نحو: وازيدُ. أو نصب إن كان مما ينصب في النداء نحو: واعبدَ الله، واضرُوبا رءوس الأعداء، ووا ثلاثة وثلاثين للحاق الزيادة. واثلاثة وثلاثيناه.
ومن مساواته في الأحكام أنه إذا دعت الضرورة إلى تنوينه جاز استصحاب ضمته وتبديلها فتحة، كقول الراجز:
وافَقْعسا وأينَ مِنِّي فقعسُ
كذا روي منصوبا، ولو قيل بالضم: وا فقعسٌ، لجاز.
وإذا أمن أن يلتبس المندوب بمنادى غير مندوب جاز وقوعه بعد "يا" و"وا" نحو: وامن حفر بئر زمزماه. فلو قيل هنا: يامن حفر بئر زمزماه، لم يُخَفْ لبس، فاستعمال "يا" و"وا" فيه جائز. بخلاف قولك: يازيد، وفي الحضرة من اسمه زيد، فلا يجوز أن يستعمل فيه إلا "وا" لأن الذي يليها لا يكون إلا مندوبا. ولا تتعين الندبة بالألف التي تلي الآخر والحرف المنبه