متى تأتنا تُلْمم بنا في ديارنا ... تَجِدْ حَطبًا جَزْلا ونارا تأججا
ومنه:
إنّ عليّ اللهَ أن تبايعا ... تُؤخذَ كرها أو تجيءَ طائعا
وإذا قصد تفصيل مذكور بما هو صالح للبدلية، وكان وافيا بآحاد المذكور جاز البدل والقطع، كقول الشنفري:
ولى نحوكم أهْلون سِيدٌ عَمَلّس ... وأرْقَطُ زُهْلُول وعرفاءُ جَيْألُ
فلك في "سيد" وما بعده أن تجعله بدلا من "أهلون" ولك أن تقطعه على إضمار مبتدأ.
فلو كان المفصل غير واف بآحاد المذكور تعين القطع على الابتداء وجعل الخبر "مِنْ" وضميرا مجرورا بها كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا الموبقاتِ، الشركُ بالله والسحرُ" ومثل هذا قوله تعالى: (فيه آياتٌ بينات مقامُ إبراهيم) أي منها مقام إبراهيم. ويروى: اجتنبوا الموبقات، الشركَ بالله والسحرَ بالنصب على البدل وحذف معطوف، والتقدير: اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر وأخواتهما، وجاز الحذف لأن الموبقات سبع ثبتت في حديث آخر، واقتصر هنا على ثنتين تنبيها على أنهما أحق بالاجتناب.