ومنه قول أبي الدرداء رضي الله عنه: "نزلنا على خال لنا ذو مال وذو هيئة".
ص: وإن كثرت نعوت معلوم أو منزل منزلته أُتبعت أو قُطعت، أو أُتبع بعض دون بعض، وقدم المُتْبع. وقد يلي النعت "لا" أو "إما" فيجب تكريرهما مقرونين بالواو، ويجوز عطف بعض النعوت على بعض.
فإن صلح النعت لمباشرة العامل جاز تقديمه مبدلا منه المنعوت.
وإذا نعت بمفرد وظرف وجملة قدم المفرد وأخرت الجملة غالبا.
ش: إذا كثرت النعوت والمنعوت لا يتعين إلا بجميعها لزم إتباعها كقولك: ايتني برجل مسلم عربي النسب فقيه نحوي كاتب حاسب، واكسه من الثياب الجيدة الجديدة السابغة المخيطة أحسنها. فهذه النعوت المتوالية على هذا الوجه وأشباهها بمنزلة نعت واحد لا يستغنى عنه، فلا تقطع. فلو حصل التعيين بدونها جاز للمتكلم أن يتبعها، وأن يقطعها، وأن يتبع بعضا بشرط تقديم المتبع وتأخير المقطوع، والإتباع أجود. وكذلك يجوز القطع والإتباع فيما لا يحصل التعيين بدونه، إذا قصد المتكلم تنزيله منزلة ما يحصل التعيين بدونه، لتعظيم أو غيره، ومنه قول الخِرْنق:
لا يَبْعَدن قومي الذين همُ ... سُمُّ العُداةِ وآفةُ الجُزُر
النازلين بكلِّ مُعْتَرَك ... والطيبين مَعاقد الأُزُر
ويروى: والطيبون والنازلون، والطيبين والطيبون، أربعة أوجه.
ومثال إيلاء النعت "لا": صحبت رجلا لا جزوعا ولا منوعا، وملكت عبدا لا ضعيفا ولا عنيفا.
ومثال إيلائه "إما" قولك: لا بد من حساب إما شديد وإما يسير، فاتق النار إما