يَمُتُّ بقُرْبى الزينبين كلَيْهما ... إليك وقُربى خالد وحبيب
ومثال الاستغناء بكلهما عن كليهما وكلتيهما.
وبالإضافة إلى مثل الظاهر المؤكد بكل عن الإضافة إلى ضميره، نحو قول كثير:
كمْ قد ذكرتُك لو أُجْزى بذكركم ... يا أشبهَ الناسِ كلِّ الناس بالقمر
ومثله قول الفرزدق:
أنت الجوادُ الذي تُرْجَى نوافلُه ... وأبعدُ الناسِ كلِّ الناس من عار
وأقربُ الناس كلِّ الناس من كرم ... يعطى الرغائب لم يَهْمُمْ بإقتار
وأجاز الفراء والزمخشري في قراءة من قرأ: (إنا كلًّا فيها) بالنصب على توكيد اسم إن، وذلك عندي غير جائز، لأن ألفاظ التوكيد على ضربين: ضرب مصرح بإضافته إلى ضمير المؤكد وهو النفس والعين وكل وجميع وعامة، وضرب منوي الإضافة إلى ضمير المؤكد وهو أجمع وأخواته، وقد أجمعنا على أن المنوي الإضافة لا يستعمل صريح الإضافة، وأجمعنا على أن غير "كل" من الصريح الإضافة لا يستعمل منوي الإضافة، فتجويز ذلك في كل يستلزم عدم النظير في الضربين، لأن غير كل إما ملازم لصريح الإضافة، وإما ملازم لمنويها فإفراد "كل" بجواز الاستعمالين مستلزم لعدم النظير، والمفضي إلى ذلك هو ما ذهب إليه الفراء والزمخشري، فوجب اجتنابه.