إلى فيه، والأصل: فيي بياءين، الأولى عين الكلمة، والثانية ياء المتكلم، فأدغمت الأولى في الثانية، ولا يجوز التخفيف كما جاز مع الأب والأخ، لأن الأب والأخ إذا وليتهما الياء مخففة كانا على حرفين، أحدهما فاء الكلمة، والآخر عينها، ولو فعل ذلك بفيّ بقي على حرف واحد، مع أنه اسم متمكن، وليس في الأسماء المتمكنة ما هو على حرف واحد، فاجتنب ما يلزمه منه عدم النظير. ويجوز أن يقال: كلمته من فمي إلى فمه، وفم زيد أحسن من فم عمرو. وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" ولم يقل: لخلوف في الصائم، وهذا يدل على قلة علم من زعم عدم ثبوت الميم مع الإضافة، ويجوز بقلة في ضرورة شعر، كقول الشاعر:

صَفَحْنا عن بني ذُهْل ... وقلنا القومُ إخوان

عسى الأيامُ أن يَرْجِعْـ ... ـنَ قوما كالذي كانوا

بضَرْبٍ فيه تَوْهينٌ ... وتخضيعٌ وإقْران

وطَعْن كفَم الزَّقِّ ... غدا والزَّقُّ ملآنُ

فلما صرّح الشَّرُّ ... فأمسى وهو عُرْيان

ولم يَبْقَ سوى العُدْوا ... ن دِنَّاهم كما دانوا

وعاب بعض أصحاب هذا المذهب على الحريري قوله: أدخله في فمه، وقرنه بتوأمه". ولا عيب فيه لما ذكرته، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015