سأجزيك خذلانا بتقطيعي الصُّوَى ... إليك وخفا زاحفٍ تقطُر الدِّما
ومن الثالث قول الشاعر:
ألا إن عينا لم تَجُد يوم واسِط ... عليك بجاري دمعها لجمودُ
وقال آخر:
أظن انهمال الدَّمع ليس بمنته ... عن العينِ حتى يَضمَحِل سوادُها
ومن الرابع قول الشاعر:
إذا ذَكَرت عيني الزمانَ الذي مضى ... بصحراءِ فلجٍ ظلتا تكفان
والمراد بتعاقب الإفراد والتثنية مطلقًا وقوع أحدهما موقع الآخر، وإن لم يكونا مما تقدم الكلام عليه كاليدين والخفين، ولا من المزال عن لفظ التثنية لأجل الإضافة، فمن وقوع المفرد موقع المثنى قوله تعالى (فاتيا فرعونَ فقولا إنا رسولُ ربّ العالمين) وقوله تعالى (عن اليمين وعن الشمال قعيد)، وشبيه به قول حسان رضي الله عنه:
إنَّ شَرْخ الشباب والشَّعَر الأسْـ ... ــــوَد ما لمْ يُعاصَ كان جُنونا