والأصل: ما كل سوداء ولا كل بيضاء، ولا مثل أبيك ومثل أخيك يقولان، وأكل امرئ تحسبين امرأ وكل نار، ولم أر مثل الخير ولا مثل الشر، ولو أن طبيب الإنس وطبيب الجن، ولو أن عصم عمايتين وعصم يذبل، وأن جبال قيس وجبال تغلب.

وظن بعضهم أن الحذف في هذا النوع مشروط بتقدم نفي أو استفهام، وليس ذلك شرطا، بل يجوز مع عدمهما، كقول الشاعر:

لغير مغتبط مُغْزى بطوع هوى ... ونادم مولع بالحزم والرشد

ومثله:

كُلُّ مُثْرٍ في رَهْطه ظاهرُ العزْ ... ـــز وذي غُربة وفقر مَهينُ

وأما غير المقيس فما خالف المقيس بخلوه مما قيدته به، كقراءة ابن جماز (تريدون عَرَض الدنيا والله يريد الآخرة) بالجر على تقدير: والله يريد عرض الآخرة.

وكقول بعض العرب: رأيت التيمي تيم فلان، على تقدير: أحد تيم فلان، حكاه الفارسي. وكقول الشاعر:

رَحِمَ اللهُ أعْظما دفنوها ... بسِجِسْتان طلحةِ الطَّلَحات

على تقدير: أعظم طلحة الطلحات. وكقول الآخر:

الآكلُ المالَ اليتيم بَطَرا ... يأكلُ نارا وسيصلى سَقَرا

على تقدير: الآكل المالَ مالَ اليتيم، ومثله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015