وهمْ أهَلات حولَ قيس بن عاصم ... إذا أدْلَجُوا باللّيل يَدعُونَ كَوثرا
وقيل أيضًا: أهْلة بمعنى أهل، حكاه الفراء، فالأولى بأهْلات أن يكون جمعا له لا لأهل.
وقد تسكن عين فعْلات جمع فعْلة إذا كان مصدرًا كحسْرات، تشبيها بجمع فعلة صفة، لأن المصدر قد يوصف به، قال أبو الفتح: ظبْيات أسهل من رفْضات لاعتلال اللام، ورفْضات أسهل من تمْرات لأن المصدر يشبه الصفة.
قلت: فإذا قيل: امرأة كلبة، ففي جمعه الفتح باعتبار الأصل، والتسكين باعتبار العارض.
ولا يُعْدل عن فعَلات إلى فعْلات فيما سوى ذلك إلا في ضرورة، وهو من أسهل الضرورات، لأن العين المفتوحة قد تسكن في الضرورة وإن لم تكن في جمع ولا ساكنة في الأصل، فلأن تسكن إذا كانت في جمع وكانت ساكنة في الأصل أحق وأولى، ومن تسكينها مع كونها غير جمع وغير ساكنة في الأصل قول الشاعر:
وعَرْبة أرضٌ لا يُحِلُّ حرامها ... من الناسِ إلا اللوْذَعيٌّ الحُلاحِل
أراد عَرَبة وهي أرض مكة. وقال آخر:
الموتُ يأتي بمقدار خَواطِفُه ... وليس يُعْجزه هَلْكٌ ولا لُوح
أراد هَلكا، والهَلك ما بين كل أرض إلى الأرض السابعة. واللوح ما بين السماء والأرض. وقال آخر:
يا عَمْرُو يا بنَ الأكْرَمينَ نَسْبا ... قد نَحبَ المجد عليك نَحْبا