ومن الأحاديث حديث أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضاً، وشهد جنازة، وصام يومه، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة).
وهذه الأشياء تتحقق في رمضان أكثر من غيره؛ لأن العادة أن المسلم يصوم فيه يوم الجمعة، كما قد يحضا بهذا الفضل إذا وافق يوم الجمعة صياماً كان يصومه ويواظب عليه، كأن كان يصوم الأيام البيض فوافق أحدها يوم الجمعة، أو كان يصوم يوماً ويفطر يوما فوافق الجمعة يوم صيامه؛ وذلك لأن صيام يوم الجمعة منفرداً نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، أما إذا صامه مع الخميس، أو صامه مع السبت فقد جاز له أن يصوم.
ولاشك أن كل مسلم حريص على أن يكون من أهل الجنة، ولذا سيسعى نحو تطبيق قول النبي صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضاً أي: يزور مريضاً، وشهد جنازة أي: حضر الجنازة سواء صلى عليها أو شيعها إلى قبرها.
قوله: وصام يوماً وراح إلى الجمعة، فيه ضرورة أن يوافق صومه يوم جمعة.
قوله: وأعتق رقبة، هذا غير موجود في زمننا، وقد جاء في حديث آخر ذكر الصدقة والحث عليها.
والمطلوب من كل مسلم: أن يفعل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون ممن يكتبه الله عز وجل من أهل الجنة، أما عن عتق الرقبة الآن فلا يوجد، ولكن يوجد البدل، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث فيها فضائل عمل إذا عمله إنسان كان كأنه أعتق أربع رقاب، وكأنه أعتق عشر رقاب، ومن ذلك ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، يقولها المسلم بعد الفجر مائة مرة فكأنما أعتق عشر رقاب)، وهذا ثواب بشيء معلوم، والعتق الحقيقي ثواب آخر، ولكن هذا الموجود؛ لأنه في زماننا لا يوجد عتق رقاب.