قال صلوات الله وسلامه عليه: (وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده) أي: أن يصلي مع شخص أفضل من أن يصلي منفرداً.
قال: (وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل) أي: لو فرضنا أنك تعلم بأن المسجد الذي ستذهب إليه لتصلي فيه ليس فيه إلا رجل واحد، فصلاتك معه خير من صلاتك في بيتك منفرداً، سواء كان في المسجد أو في المصلى، ولو كنت في مكان ليس فيه مسجد ولا مصلى فلئن تصلي مع الناس جماعة في هذا المكان خير من أن تصلي منفرداً.
قال: (وكلما كثر فهو أحب إلى الله) أي: أن يصلي في الجماعة التي فيها عدد كثير أفضل من أن يصلي في مسجد فيه عدد قليل من الناس، ولكن قد يكون قلة الناس في المسجد بسبب متابعتهم للسنة أفضل وأولى.
وليس المقصد أنا نكفر المبتدعة، ولكن القصد هو الحرص على الصلاة مع أهل السنة؛ لأنه أفضل وأولى، فالمسجد الذي فيه عدد كبير من أهل السنة أولى من مسجد آخر عدد أهل السنة فيه أقل، فالإنسان يحرص على الأكثر لما جاء في هذه الأحاديث: (كلما كثر فهو أحب إلى الله) أي: كلما زاد العدد كان أحب إلى الله.
جاء في الحديث الذي رواه البزار والطبراني عن قباث بن أشيم الليثي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى).
أي: لو أن أربعة أشخاص صلى كل اثنين لوحدهما فهي أفضل من صلاة أربعة كل واحد وحده.
قال: (وصلاة أربعة أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى) أي: أن صلاة ثمانية أشخاص يصلي بعضهم ببعض، أو يصلي أربعة مع بعض جماعة أفضل من صلاة الثمانية إذا صلى كل واحد وحده، وهكذا.
قال صلى الله عليه وسلم: (وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة) يعني: صلاة ثمانية أفراد جماعة أفضل من مائة يصلي كل واحد في بيته، فصلاة الجماعة أفضل وأعظم أجراً من صلاة الإنسان وحده، وكلما كان عدد الجماعة أكثر فهو أزكى وأفضل عند الله سبحانه وتعالى.