الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: قال الإمام المنذري رحمه الله: [الترغيب في الحياء وما جاء في فضله، والترهيب من الفحش والبذاء.
عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان)، متفق عليه.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلهما قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار)، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح].
ذكر الإمام المنذري باباً في الترغيب في الحياء وما جاء فضله، وهذا من الآداب التي ينبغي أن يكون عليها الإنسان المؤمن.
وشهر رمضان فرصة للإنسان المؤمن أن يتخلق بمكارم الأخلاق، وتكون له عادة بعد ذلك، فيكون دائماً على هذه الأخلاق العالية، ويترك السفاسف من الأشياء التي يبغضها الله سبحانه وتعالى.
فخلق الحياء خلق الإنسان المؤمن، وهو الذي يجعله يستحيي من الخالق سبحانه.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: (الحياء شعبة من شعب الإيمان)، وأن (الحياء لا يأتي إلا بخير)، بل الحياء كله خير.
وقد يكون في الإنسان حياء يدفعه! إلى عدم المطالبة بحقه، أو أنه يتنازل عن شيء من حقه ويبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، ولا يريد أن يحرج الناس، فهذا خلق عظيم في الإنسان.
ففي حديث ابن عمر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء) أي: إن الرجل يعاتب أخاه ويقول له: إنك تستحي فلم تأخذ حقك ولم تتكلم! فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الناصح: (دعه؛ فإن الحياء من الإيمان).
وخلق الحياء يجعل الإنسان قد يتنازل عن الشيء الذي هو من حقه، ويجعله لا يقبح أخاه في وجهه، ويعفو عن إساءة من أساء إليه.