ومن الأحاديث ما جاء عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فارق روحه جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة)، فالإنسان الذي يموت وهو بريء من ثلاث خصال يدخل الجنة، وما هي هذه الخصال؟ قال: (الغلول، والدين، والكبر)، فيدخل الجنة إذا برأ من هؤلاء الثلاث، فالغلول أمر متعلق بالمال، والدين متعلق بالمال، والكبر: هو الغرور.
والغلول: هو السرقة من الغنيمة، فيسرق الإنسان في الجهاد في سبيل الله، ويمد يده إلى الغنائم التي تحت أيدي الكفار وقد أخذها المسلمون، فهذا هو الغلول، ومثل ذلك: أن يكون الإنسان يعمل في وظيفة فيمد يده للناس ويأخذ منهم الرشوة والهدايا، فهذا غلول، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هدايا العمال غلول)، فالإنسان الذي يموت وهو بعيد عن الغلول وما مد يده إلى أحد، ولم يأخذ رشوة ولا أتى بسحت، ولا أخذ من غنيمة، ولا أخذ سرقة، فهذا بريء.
فالعبد إذا لم يستدن من أحد، أو استدان ووفى ما عليه فيموت وليس عليه دين لأحد.
الثالث: الكبر، فإذا كان الإنسان مغروراً فهذا ممنوع من دخول الجنة، فغروره يمنعه من دخول الجنة، والإنسان لو ترك نفسه وهو مغرور وجد نفسه متعالياً على الخلق، فليتواضع المؤمن لله عز وجل، وليتواضع لخلق الله سبحانه وتعالى، وفي الحديث: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
فالمتواضع يرفعه الله سبحانه، ويجعل له قدراً في قلوب الخلق، والإنسان المتكبر أبى الله عز وجل أن يدخله الجنة.