قال صلى الله عليه وسلم: (ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم)، نقض العهد والميثاق وهو الخيانة التي اشتهر بها العرب الآن بعدما كانوا يوفون بالعهود فقد رجعوا إلى جاهليتهم مرة ثانية، فإذا بهم يعاهد بعضهم بعضاً وينقض بعضهم عهد بعض، ويحالفون أعداءهم على إخوانهم المسلمين، ويغدر المسلم بأخيه المسلم من أجلهم، قال الله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:10].
فالذي ينكث العهد إنما ينكثه على نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم)، يعني: من غير المسلمين أعداء يتسلطون فيأخذون بلاد المسلمين مثلما أخذوا العراق وفلسطين.
والسبب في وجود المصائب في بلداننا وقلة الخيرات من زروع وثمار هو الجور والظلم، بينما نجد أن لديهم الكثير من الجنات والبساتين والسبب في ذلك كله أن عندهم عدالة في بلادهم فأعطاهم الله سبحانه وتعالى الرزق، بينما عندنا ظلم بيننا وبين أنفسنا، فنظلم أنفسنا، ويظلم بعضنا بعضاً، وبسبب هذه المعاصي حُرمنا من فضل الله سبحانه إلا برحمة ربنا لبعض الصالحين وللبهائم التي في الأرض كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه.