قوله: (يقرمطون في السمعيات)، القرمطة هي: سلوك طريق القرامطة الباطنية الذين يقلبون ألفاظ الشرع إلى معانٍ باطلة، فيفسرون كل المصطلحات الشرعية إلى معانٍ ضدها تماماً، فيفسرون الحق بالباطل، والباطل بالحق، ويفسرون أركان الإسلام بأشخاص يقدسونهم! وأركان الإيمان بأشخاص يقدسونهم! بل حتى مشاعر الحج يؤولونها بأشياء يعبدونها من دون الله، ويقلبون المصطلحات الشرعية إلى معانٍ باطلة دون أي وجه من الدلالة، لا لغة ولا شرعاً ولا عقلاً سليماً، فهم يقرمطون في السمعيات، فيأخذون ألفاظ القرآن وألفاظ الحديث فيؤلونها بتأويلات معكوسة تماماً، فيصورون الحق بصورة الباطل، ويصورون الباطل بصورة الحق، ويصورون أهل الحق على أنهم جهلاء، ويصورون أهل الباطل على أنهم أهل العلم، ولذلك قالوا: بمبدأ الحقيقة والشريعة، والظاهر والباطن، وهذه هي القرمطة، نسأل الله العافية.
قوله: (ما وراء الطبيعة) مصطلح، لكن من الناحية الشرعية عليه مآخذ؛ لأنه ليس كل الغيبيات وراء الطبيعة، فكثير من الغيبيات في الإنسان نفسه، لكن هم عبروا بما وراء الطبيعة عن الإلهيات، فسموا الإلهيات ما وراء الطبيعة، وهذا التعبير نوعاً ما إذا قصد به هذا الحد فقد يكون تعبيراً وصفياً تقريرياً، أما أن يكون مصطلحاً حقيقياً فلا، وعليه فلا يجوز أن نقف عنده ونعتبره من المصطلحات الصحيحة.