قلتُ: قدْ ميَّزَ الأئمةُ بينَ جماعةٍ ممَّنْ سَمِعَ منهُ في الصحةِ، أو الاختلاطِ. فممَّنْ سَمِعَ منهُ قديماً قبلَ الاختلاطِ: وكيعٌ، وأبو نعيمٍ الفضلُ بنُ دكينٍ، قالَهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ. وممَّنْ سَمِعَ منهُ بعدَ الاختلاطِ: أبو النَّضرِ هاشمُ ابنُ القاسمِ وعاصمُ بنُ عليٍّ، قالَهُ أحمدُ أيضاً، وكذلكَ سَمِعَ منهُ بأخرةٍ: عبدُ الرحمنِ بنُ مهديٍّ، ويزيدُ بنُ هارونَ، قالَهُ ابنُ نميرٍ. وقدْ قيلَ: إنَّ أبا داودَ الطيالسيَّ سَمِعَ منهُ بعدَ ما تغيَّرَ، قالَهُ سَلَمُ بنُ قتيبةَ.
ومنهمْ منَ المتأخرينَ: أبو طاهرٍ محمدُ بنُ الفضلِ بنِ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ خزيمةَ حفيدُ الحافظِ أبي بكرِ بنِ خزيمةَ، وكذلكَ أبو أحمدَ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الحسينِ الغِطْرِيفيُّ الجرجانيُّ، فذكرَ الحافظُ أبو عليٍّ البرذعيُّ، ثمَّ السمرقنديُّ في " معجمهِ " أنَّهُ بلغَهُ أنهما اختلطا في آخرِ عمرهما.
قلتُ: أمَّا الحفيدُ فقدِ اختلطَ قبلَ موتِهِ بثلاثِ سنينَ وتجنَّبَ الناسُ الروايةَ عنهُ، توفيَ سنةَ سبعٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، وقدِ احتجَّ الإسماعيليُّ بالغطريفيِّ في " صحيحهِ "، وتوفيَ سنةَ سبعٍ وسبعينَ وثلاثمائةٍ.
ومنهمْ: أبو بكرٍ أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ حَمْدَانَ القَطِيعيُّ راوي " مسندِ أحمدَ " و" الزهدِ " لهُ.
قالَ ابنُ الصلاحِ: اختلَّ في آخرِ عمرِهِ، وخَرِفَ، حتَّى كانَ لا يعرفُ شيئاً ممَّا يُقرأُ عليهِ، وقالَ صاحبُ " الميزانِ ": ذكرَ هذا أبو الحسنِ بنُ الفراتِ، ثمَّ قالَ: فهذا