" الإرشادِ ". وهذا ليسَ بجيدٍ؛ لأنَّ ابنَ الصلاحِ وتبعَهُ النوويُّ ذكرا في هذا القسمِ غيرَ واحدٍ ليسَ لهمْ في الصحيحِ، ولا في " الموطأ " روايةٌ، بلْ مجردُ ذكرٍ، كما تقدَّمَ إيضاحُهُ في هذا الفصلِ؛ فلذلكَ استثنيتُهُ.
والثاني: بفتحِ الحاءِ المهملةِ والراءِ، وهوَ فلانُ بنُ فلانٍ الحَراميُّ المتقدمُ عَلَى روايةِ الأكثرينَ. وعدَّ أبو عليٍّ الجيَّانيُّ في هَذَا القسمِ مَنْ يُنسبُ إِلَى بني حَرَامٍ منَ الأنصارِ، مِنْهُمْ: جابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ حَرَامٍ الحراميُّ، وجماعةٌ سواهم كَذَا ذكرَ أبو عليٍّ، وفيهِ نظرٌ؛ فإنِّي لا أعلمُ في واحدٍ منَ الصحيحينِ ورودَ هذهِ النسبةِ عندَ ذكرِهِ؛ وإنما يذكرُ أسماءَهم غيرَ منسوبةٍ، فلذلكَ لَمْ استدرِكْهُ على ابنِ الصلاحِ. وقدْ ذكرَ صاحبُ " المشارق " فيما يشتبهُ بهذهِ المادةِ: الجُذَاميَّ - بضمِّ الجيمِ وبالذالِ المعجمةِ -، فذكرَ: فروةَ ابنَ نعامةَ الجذاميَّ، وهوَ الذي أهدى للنبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بغلَةً، وقدْ لا يلتبسُ فلهذا لَمْ أذكرْهُ.
ومنْ ذلكَ: الحارِثِيُّ، والجاريُّ.
فالأولُ: بالحاءِ المهملةِ، وكسرِ الراءِ، بعدها ثاءٌ مثلثةٌ، وهوَ جميعُ ما وقعَ من ذلكَ في الصحيحينِ، منهم: أبو أُمامةَ الحارثيُّ، صحابيٌّ لهُ روايةٌ عندَ مسلمٍ في كتابِ " الإيمان " - بكسرِ الهمزةِ - في حديثِ: ((مَنِ اقتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مسلمٍ بيمينِهِ)) ... الحديث.
والثاني: الجاريُّ - بالجيمِ وبعدَ الراءِ ياءُ النسبةِ -، وهوَ: سعدٌ الجاريُّ. روى لهُ مالكٌ في " الموطأ "، عنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عنْ سَعْدٍ الجاريِّ مولى عُمَرَ ابنِ الخطابِ، سألتُ ابنَ عمرَ عنِ الحيتانِ يقتلُ بعضها بعضاً ... الحديث قالَ صاحبُ " المشارق ": يُنْسَبُ إلى جدِّهِ. وقالَ ابنُ الصلاحِ: ((منسوبٌ إلى الجارِ مُرْفَأ السفنِ بساحلِ المدينةِ)) . انتهى. والمُرْفَأُ: - بضمِّ الميمِ وإسكانِ الراءِ وفتحِ الفاءِ، مهموزٌ مقصورٌ، قالَ