والثاني: عَبَّادُ - بفتحِ العينِ، وتشديدِ الباءِ -، وهوَ باقي مَنْ ذُكِرَ في الكتبِ الثلاثةِ، كعَبَّادِ بنِ تميمٍ المازنيِّ، وعَبَّادِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ، وابنِ أخيهِ عَبَّادِ بنِ حمزةَ، وعَبَّادِ بنِ العوامِ في آخرينَ.
917.... وعَامِرٌ بَجَالةُ ابنُ عَبْدَهْ ... كُلٌّ وَبَعْضٌ بِالسُّكُونِ قَيَّدَهْ
ومِنْ ذلكَ: عَبَدةُ، وعَبْدةُ.
فالأولُ: بفتحِ العينِ المهملةِ، وفتحِ الباءِ الموحدةِ أيضاً، وليسَ فيها كذلكَ إلاَّ اسمانِ:
الأولُ: عامرُ بنُ عَبَدةَ البَجَلِيُّ الكوفيُّ، روى لهُ مسلمٌ في مقدمةِ الصحيحِ، عنِ ابنِ مسعودٍ، قولهُ: ((إنَّ الشيطانَ ليتمثلُ في صورةِ الرجلِ، فيأتي القومَ، فيحدثهُم ... )) الحديث.
هكذا ذكرَهُ بالفتحِ عليُّ بنُ المدينيِّ، ويحيى بنُ معينٍ، وأبو عليٍّ الجيَّانيُّ، والتميميُّ، والصدفيُّ، وابنُ الحَذَّاءِ، وبهِ صَدَّرَ الدارقطنيُّ، وابنُ ماكولاَ كَلاَمَيْهِمَا، وحكيا أَنَّهُ قِيلَ فيهِ: عَبْدَةُ بسكونِ الباءِ. قالَ صاحبُ " المشارقِ ": وحُكِيَ لنا عنْ بعضِ شيوخِنا: عَبْدَ - بِغيْرِ هَاءٍ -. قالَ: وهوَ وهمٌ.
أمَّا عامرُ بنُ عَبْدةَ الذي روى عنهُ أبو أسامةَ، فهوَ بإسكانِ الباءِ ولكنْ ليسَ لهُ روايةٌ في الكُتُبِ الثلاثةِ، ولا في بقيةِ الستةِ. وقولُ الذهبيِّ - فيما قرَأتُهُ بخطِّهِ في "المشتبهِ": أنَّهُ يشتبهُ بعامرِ بنِ عَبْدةَ الباهِليِّ: وهمٌ، إنَّما الباهليُّ عامرُ بنُ عُبَيْدةَ بزيادةِ ياءٍ مثناةٍ منْ تحتُ بعدَ الباءِ الموحدةِ المكسورةِ، وقدْ تقدَّمَ في عُبيدةَ.
والثاني منَ الاسمينِ: بجالَةُ بنُ عَبَدَةَ التميميُّ، ثمَّ العنبَريُّ البصريُّ، روى لهُ البخاريُّ في كتابِ " الجزية "، قالَ: كنتُ كاتباً لِجَزْءِ بنِ معاويةَ، فجاءنا كتابُ