فالأولُ في الشاميينَ، منهم: عُمَيرُ بنُ هانيءٍ، وبلالُ بنُ سعدٍ، كلاهما تابعيٌّ.
والثاني: في الكوفيينَ، منهم: عُبيدُ اللهِ بنُ موسى.
والثالثُ: في البصريينَ، منهم: عبدُ الرحمنِ بنُ المباركِ، كذا قالَ الحاكمُ في
" علومِ الحديث "، وللخطيبِ البغداديِّ نحوهُ فيما حكاهُ عنهُ أبو عليِّ بنُ البردانيِّ، قالَ ابنُ الصلاحِ: ((وهذا على الغالبِ)) . وأشرتُ إلى ذلكَ بقولي: (غلبا) . وزادَ الحاكمُفي هذه الترجمةِ: والقيسيونَ، أي: بالقافِ بطنٌ من تميمٍ.
وممَّا وقعَ نادراً مخالفاً للغالبِ عَمَّارُ بنُ ياسرٍ، فإنَّهُ عنسيٌّ - بالنونِ - وهوَ معدودٌ في أهلِ الكوفةِ، وقدِ احترزَ ابنُ ماكولا عنْ ذلكَ بقولهِ: وَعُظْمُ عَنْسٍ في الشَّامِ، وكذا قالَ السمعانيُّ، وقالَ ابنُ ماكولا في العَيْشِيِّ - بالمثناةِ والمعجمةِ - عامتُهم بالبصرةِ، وقالَ السمعانيُّ: نزلوا البصرةَ.
ومن ذلكَ: مَنِ اكتنى بأبي عُبيدةَ، فكلُّهم بضمِّ العينِ مصغَّراً، قالَ الدارقطنيُّ:
((لا نعلمُ أحداً يُكنَّى بأبي عَبيدةَ بالفتحِ)) .
ومن ذلكَ: السَّفْر - بإسكانِ الفاءِ -، والسَّفَرُ - بفتحها -، قالَ ابنُ الصلاحِ: ((وجدتُ الكنى مِنْ ذلكَ بالفتحِ والباقي بالإسكانِ، قالَ: ومِنَ المغاربةِ مَنْ سكَّنَ الفاءَ منأبي السفْرِسعيدِ بنِ يُحْمِدَ. قالَ: وذلكَ خلافُ ما يقولُ أصحابُ الحديثِ