فهوَ مذكورٌ في السِّيَرِ، فقدْ ذكرَ سيفٌ، عَنْ طلحةَ الأعلمِ، عنْ عكرمةَ، عنِ ابنِ عباسٍ: أنَّ أوَّلَ مَنِ اعترضَ على الأسودِ العَنْسِيِّ وكابرَهُ عامرُ بنُ شَهْرٍ في ناحيتهِ، وكانَ أحدَ عُمَّالِ النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على اليمنِ، وحديثُ وَهْبِ بنِ خَنْبَشٍ عندَ النسائيِّ وابنِ ماجه. ووقعَ عندَ ابنِ ماجه في روايةٍ لهُ: هَرِمُ بنُ خَنْبَشٍ، وكذا ذكرهُ الحاكمُ في "علومِ الحديثِ" وتبعهُ أبو نعيمٍ في " علومِ الحديثِ " لهُ أيضاً. قالَ ابنُ الصَّلاَحِ: ((وذلكَ خطأٌ)) . قالَ المزيُّ: ((ومَنْ قالَ: وهبٌ أكثرُ وأحفظُ؟)) . وقدْ مثَّلَ ابنُ الصَّلاَحِ ذلكَ بأمثلةٍ في الصحابةِ والتابعينَ، وعليهِ في كثيرٍ منها اعتراضٌ أوضحتها في كتابٍ مفردٍ يتعلقُ بكتابِ ابنِ الصَّلاَحِ.
وقد زعمَ الحاكمُ في كتابهِ " المدخل إلى كتابِ الإكليلِ " بأنَّ أحداً من هذا القبيلِ لم يخرِّجْ عنهُ البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحهما. وأشرتُ إلى ذلكَ بقولي: (ليسَ فيهما) أي: ليسَ في الصحيحينِ. وتبعهُ على ذلكَ البيهقيُّ فقالَ في كتابِ الزكاةِ من "