يُستغربُ في الأخوةِ الأربعةِ بنو راشدٍ أبي إسماعيلَ السُّلَمِيِّ، وُلِدُوا في بَطْنٍ واحِدٍ وكانوا علماءَ، وهم محمدٌ وعمرُ وإسماعيلُ ولَمْ يسمِّ البخاريُّ والدارقطنيُّ الرابعَ، ومثالُ الخمسةِ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ وأخوتُهُ آدمُ وعِمرانُ ومحمدٌ وإبراهيمُ، وقدْ حدثوا كلُّهُم
وقولي أجلُّهم أيْ في العلمِ، واقتصر ابنُ الصلاحِ على كونهِم خمسةً؛ لكونهم همُ الَّذينَ رووا، وإلاَّ فقدْ ذكرَ غيرُ واحدٍ أنَّ أولادَ عُيينةَ عَشْرَةٌ
ومثالُ الستةِ بنو سِيْرِيْنَ، كلُّهم منَ التابعينَ، وهمْ محمدٌ وأنسٌ ويحيى ومَعْبَدٌ وحفصةُ وكريمةُ، هكذا سمَّاهم يحيى بنُ معينٍ، والنسائيُّ في الكنى، والحاكمُ في علومِ الحديثِ؛ ولكنَّهُ نقلَ في التاريخ عن أبي عليٍّ الحافظِ تسميتَهم فزادَ فيهم خالدَ بنَ سيرينَ مكانَ كريمةَ، فاللهُ أعلمُ، وذكرَ ابنُ سعدٍ في الطبقاتِ عمرةَ بنتَ سيرينَ، وسودةَ بنتَ سيرينَ، أمُهُمَا أمُّ ولدٍ كانتْ لأنسِ بنِ مالكٍ؛ ولكنْ لم أرَ مَنْ ذكرَ لهاتينِ روايةً، فلا يرِدانِ على ابنِ الصلاحِ
وقولي واجتمعوا ثلاثةً يروونَ أي اجْتَمَعَ منهم ثلاثةٌ في إسنادِ حديثٍ واحدٍ، يروي بعضهم عن بعضٍ، وقدْ يطارحُ بذلكَ، فيقالُ أي ثلاثةُ أخوةٍ روى بعضُهُمْ عَنْ بعضٍ أو يُقيدُ السؤالُ بكونِهم في حديثٍ واحدٍ وذلكَ فيما رواهُ الدارقطنيُّ في كتابِ العللِ بإسنادهِ من رِوايةِ هشامِ بنِ حسَّانَ، عنْ محمدِ بنِ سيرينَ، عنْ أخيهِ يحيى بنِ سيرينَ، عنْ أخيهِ أنسِ بنِ سيرينَ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ لَبَّيْكَ حَجَّاً حقَّاً تَعَبُّداً وَرِقّاً وذكرَ محمدُ بنُ طاهرٍ المقدسيُّ في بعضِ تخاريجهِ أنَّ هذا الحديثَ رواهُ محمدُ بنُ سيرينَ عنْ أخيهِ