وروى الحاكمُ في المستدركِ من روايةِ مسلمٍ الملائيِّ، قالَ نُبِّئَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومَ الاثنينِ، وأسلمَ عليٌّ يومَ الثلاثاءِ وقالَ الحاكمُ في علومِ الحديثِ لا أعلمُ خلافاً بَيْنَ أصحابِ التواريخِ أنَّ علياً أوَّلُهم إسلاماً قالَ وإنَّما اختلفوا في بلوغهِ، قالَ ابنُ الصلاحِ واسْتُنْكِرَ هَذَا منَ الحاكمِ وإلى هَذَا أشرتُ بقولي ومُدَّعِي إجماعَهُ لَمْ يقبلْ أيْ الحاكمُ، ثمَّ قالَ الحاكمُ بعدَ حكايتِهِ لهذا الإجماعِ والصحيحُ عندَ الجماعةِ أنَّ أبا بكرٍ الصديقَ أولُ مَنْ أسلمَ منَ الرجالِ البالغينَ لحديثِ عمرِو بن عبسةَ
والقولُ الثالثُ أنَّ أولَهم إسلاماً زيدُ بنُ حارثةَ ذكرَهُ مَعْمَرٌ عنِ الزهريِّ
والقولُ الرابعُ أنَّ أوَّلَهُم إسلاماً أُمُّ المؤمنينَ خديجةُ بنتُ خويلدٍ، رُويَ ذلكَ عنِ ابنِ عباسٍ، والزهريِّ أيضاً، وهوَ قولُ قتادةَ ومحمدِ بنِ إسحاقَ في آخرينَ، وقالَ النوويُّ إنَّهُ الصوابُ عندَ جماعةٍ منَ المُحَقِّقِيْنَ وادَّعى الثعلبيُّ المفسِّرُ اتفاقَ العلماءِ على ذلكَ، وأنَّ اختلافهم إنَّما هو في أولِ مَنْ أسلمَ بعدها قالَ ابنُ عبدِ البرِّ اتفقوا على أنَّ خديجةَ أوَّلُ مَنْ آمَنَ، ثمَّ عليٌّ بعدَها
وجُمِعَ بينَ الاختلافِ في ذلكَ بالنسبةِ إلى أبي بكرٍ وعليٍّ، بأنَّ الصحيحَ أنَّ أبا بكرٍ أولُ مَنْ أظهرَ إسلامَهُ، ثمَّ رُوِيَ عن محمدِ بنِ كعبٍ القرظيِّ أنَّ عليّاً أخفى إسلامَهُ