ثم قال: والكذب المختلق المصنوع على النبي فذلك الموضوع الحديث الموضوع: هو ما رواه كذاب ونسبه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ومعنى اختلقه، أي: اصطنعه، والوضع له أسباب كثيرة منها: التعصب المذهبي، كأن يكون هناك رجل متعصب لمذهب الأحناف ويؤلف حديثاً في ذم الشافعي، فيقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يولد في أمتي رجل اسمه محمد بن إدريس هو أضر عليها من إبليس.
والشيعة الرافضة يضعون أحاديث في فضل علي بن أبي طالب، ويضعون أحاديث في ذم أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة.
وهذا رجل يسمى نوح بن أبي مريم وضع أربعة ألآلاف حديث من رأسه، فقيل له لم؟ قال: رأيت الناس قد أعرضوا عن كتاب الله فأحببت أن أرغبهم في قراءة القرآن، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة كذا كتب له ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف خطيئة، وارتفع ألف ألف درجة، وتزوج ألف ألف من الحور العين تجد هذا الكلام كثيراً في الأحاديث التي في فضائل السور والآيات.
وهناك كتب في الأحاديث الموضوعة، مثل: اللآلئ المصنوعة في الأحاديث للسيوطي، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني، الموضوعات لـ ابن الجوزي، لكن ابن الجوزي أحياناً يأتي بحديث في مسلم ويقول: موضوع، لذلك قال العلماء لا تغتر بوضع ابن الجوزي، ولا بتصحيح الحاكم، ولا بإجماع ابن المنذر، بل لا بد أن يكون هناك من يعضد أقوالهم؛ لأنهم يتساهلون، فـ ابن المنذر أحياناً ينقل الإجماع والمسألة ليس فيها إجماع، والحاكم أحياناً يقول: صحيح وهو ضعيف، وابن الجوزي أحياناً يقول: موضوع وهو في مسلم.
وتجد أن حركة الوضع تزداد كلما ابتعدنا عن العلم، والصوفية كل يوم يألفون لنا أحاديث، وكل يوم تجد أحاديث جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، وورق يوزع ويصور، يا علي لا تنام قبل أن تقول: كذا وكذا! وبعض الناس ربما تكون عنده تجارة كاسدة فيريد أن يروجها فيضع لها حديثاً.
قال الناظم: والكذب المختلق المصنوع على النبي فذلك الموضوع وسمي بالموضوع لسببين: إما لأن العلماء وضعوه، أي: تركوه، وإما وضعه الكذاب من عند نفسه.
قال الناظم: وقد أتت كالجوهر المكنون سميتها منظومة البيقوني الجوهر المكنون: المحفوظ من الماء والشمس والبرد.
قال: فوق الثلاثين بأربع أتت أقسامها ثم بخير ختمت أي: ختمت المنظومة هكذا، لكن لم يختم حفظكم لها، ولا استيعابكم لها.