ولله در أبي العتاهية (?) حيث قال:

وبخت غيرك بالعمى فأفدته ... بصراً وأنت مختم لعيناكا

وفتيلة المصباح تحرق نفسها ... وتضيء للأعشى وأنت كذاكا

وقال علي - رضي الله عنه -: «يا حملة القرآن اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقاً، يباهي بعضهم بعضاً، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله» (?) .

وقال بعض العلماء: رأيت في منامي كأني جالس بالعلم على عادتي وحولي كتبي، وإذا بخطاب فوق رأسي وقائل يقول لي: اكتب فأخذت القلم وورقة وقلت: ما الذي أكتب؟ فقال: اكتب:

تعلم ما استطعت لقصد وجهي ... فإن العلم من سفن النجاة

وليس العلم في الدنيا بفخر ... إذا ما حل في غير الثقات

ومن طلب العلوم لغير وجهي ... بعيد أن تراه من الهداة

قال الأئمة: من وجد لذة العلم والعمل به قل ما يرغب فيما عند الناس.

وأنشدوا فيه فقال:

من طلب العلم للمعاد ... قد فاز بالفضل والمراد

وباء بالذل من نحاه ... لنيل فضل من العباد

قال إمامنا الشافعي - رضي الله عنه -: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم -يعني علمه وكتبه- على أن لا ينسب إلي حرف منه (?) .

قال الرازي في تفسيره: لا تتم أربعة أشياء إلا بأربعة أشياء: لا يتم الدين إلا بالتقوى، ولا يتم القول إلا بالفعل، ولا تتم المروءة إلا بالتواضع، ولا يتم العلم إلا بالعمل، فالدين بلا تقوى على خطر، وقول بلا فعل كالهدر، والمروءة بلا تواضع كشجرة بلا ثمر، وعلم بلا عمل كسحب بلا مطر.

قال الأصم: ليس في القيامة أشد حسرة من رجل علم الناس علماً فعلموا به ولم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015