أدخلته الجنة» (?) .

ولله در القائل:

ذنوبي كثيرة ما أطيق احتمالها ... وعفوك عن ذنبي أجل وأكبر

وقد وسعتني رحمة منك ... وإني لها يوم القيامة أفقر

وقيل: إن الله تعالى إذا أراد أن يستر عبده يوم القيامة ولا يفضحه على رؤوس الأشهاد، فيعطيه كتابة بيمينه وهو مشحون بالسيئات، وذلك العبد خائف مما في الكتاب، لعلمه أن ذنوبه كثيرة فيقرأ في الوجه الذي فيه السيئات سراً ويقول في نفسه: ليس لي حسنة واحدة، وتقول الخلائق: سبحان الله ليس في كتاب هذا العبد سيئة واحدة فإذا فرغ من قرأته يقول الله تبارك وتعالى عبدي: هذه حسناتك في ظهر كتابك أظهرتها لخلقي، وسترت عنهم سيئاتك في الدنيا والآخرة، يا ملائكة امضوا به إلى الجنة بعفوي ورحمتي.

ولقد أحسن من قال:

يا من له ستر عليَّ جميل ... هل لي إليك إذا اعتذرت قبول

أيدتني ورحمتني وسترتني ... كرماً فأنت لمن رجاك كفيل

وعصيت ثم رأيت عفوك واسعاً ... وعليَّ سترك دائماً مسبول

فلك المحامد والممادح في الثناء ... يا من هو المقصود والمسئول

وروى الترمذي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن رجلين ممن يدخل النار يشتد صياحهما فيقول الله تعالى: أخرجوها ثم يقال: لأي شيء صياحكما؟ فيقولان: فعلنا كذلك لترحمنا، فيقول: إن رحمتي بكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما في النار حيث كنتما، فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها عليه برداً وسلاماً، ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه، فيقول له الرب تبارك وتعالى: ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقي صاحبك نفسه، فيقول: يارب إن لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد أن أخرجتني منها، فيقول الرب تبارك وتعالى: لك رجاؤك فيدخلان معاً الجنة برحمة الله» (?) .

وقال بكر بن سليم الصواف: دخلنا على مالك بن أنس - رضي الله عنه - في العشية التي قبض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015