فخرج الأعرابي من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقي ألف أعرابي على ألف دآبة بألف سيف وألف رمح فقال لهم: أين تريدون؟ فقالوا: نريد الذي يكذب ويزعم أنه نبي، فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقالوا له: صبوت فحدثهم بحديثه، فقالوا كلهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، قالوا: يا رسول الله مرنا بأمرك فقال: «كونوا تحت رآية خالد بن الوليد» فلم يؤمن من العرب ألف غيرهم (?) .
نقل ابن الجوزي في بعض مصنفاته عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الضب أنشأ يقول:
ألا يا رسول إنك صادق ... فبوركت مهدياً وبوركت هاديا
شرعت لنا دين الحنفية بعد ما ... عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مدعي ويا خير مرسل ... إلى الجن ثم الإنس لبيك داعيا
أتيت ببرهان من الله واضح ... فأصبحت فينا صادق القول داعيا
فبوركت في الأحوال حياً وميتاً ... وبوركت مولوداً وبوركت ناشئا
والضب حيوان بري معروف يعيش سبعمائه سنة فصاعداً، ويبول في كل أربعين يوم قطرة، ولا يسقط له سن، ويقال: إنه سنة قطعة واحدة وأكله حلال بالإجماع، لكن ما أكله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد روى الشيخان عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل له: أحرام هو؟ قال: «لا ولكنه لم يكن بأرض قومي» (?) .