فلما قال ذلك قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أو مخرجي هم؟» هذا استفهام إنكاري على وجه التفجع والتألم، كأنه استبعد - صلى الله عليه وسلم - أن يخرجوه من حرم الله وجوار بيته، وبلدة أبيه إسماعيل من غير سبب، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن منه فيما مضى ولا فيما سيأتي سبب يقتضي إخراجاً، بل كانت منه المحاسن الظاهرات والكرامات المقتضية لإكرامه وإنزاله بأعلى الدرجات، أنفسنا له الفداء - صلى الله عليه وسلم -.
فلما قال: «أو مخرجي هم (?) ؟ قال له ورقة: نعم لم يأت رجل قط مثل ما جئت به إلا عودي (?) » يعني: أن أهل الحق لا يخلون من أهل الباطل يعادونهم ولله در القائل:
إن العرانين تلقاها محسدة ……ولا ترى للئام الناس حساداً
«وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً» أي: إن بقيت إلى يوم انتشار نبوتك أو يوم يخرجك قومك أنصرك نصراً قوياً بليغاً.
«ثم لم ينشب ورقة» أي: لم يلبث (?) .