آثارَ رسول الله، وشدةِ متابعته له، واهتمامِه بمصالح المسلمين، وإكرامه أهلَ الفضلِ والخير، ومحاسنُه أكثرُ من أن تُستقصى.
قال ابن مسعود حينَ توفيَ عمرُ - رضي الله عنه -: ذَهَبَ بتسعة أعشار العلم (?).
وأقوالُ السلف في علمه مشهورةٌ، وهاجر إلى المدينة، حتى أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الهجرةَ، فتقدم قُدَّامه في جماعة.
قال البراء بن عازب: أوَّلُ من قدم علينا من المهاجرين مُصعب بن عمير، ثم ابنُ أمِّ مكتوم، ثم عمرُ بن الخطاب في عشرين راكبًا، فقلنا: ما فعلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو على إثري، ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر - رضي الله عنه - (?).
وعن علي - رضي الله عنه - قال: ما علمتُ أحدًا هاجرَ إلا مُخْفيًا، إلا عمرَ بن الخطاب؛ فإنه لما همَّ بالهجرة تقلَّدَ سيفه، وتنكَّبَ قوسه، وانتضى (?) في يده أَسْهُمًا، وأتى الكعبةَ، وأشرافُ قريش بفِنائها، فطاف سبعًا، ثم صلَّى ركعتين عند المَقام، ثم أتى [حِلَقَهم] (?). واحدةً واحدةً،