التطهير، فكان بمنزلة قولنا: سَحور وفَطور؛ أي: يُتسحَّرُ به ويفطَرُ به، فكذلك طَهور؛ أي: يُتَطهَّرُ به، والله أعلم.

وقد أوردَ مادةَ هذا السؤالِ بعضُ فضلاء المالكية المتأخرين فقال: لا شكَّ أن مجردَ بنائه على فَعول لا يُوجب تَعَدِّيه، كما قال السائل، لكنا نقول: استقراء لفظ طهور في عرف اللغة إنما يُطلَق (?) على ما يُتطهَّر به، فهو اسمٌ للآلة التي تَفعلُ [بها] (?)، كالبَخور، والسَّحور، والغَسول؛ [اسم] (?) لما يُتبخَّرُ به، ويُتسحَّرُ به، ويُغتسَلُ به، فصار كاللقب على ذلك، لا لأصل بنائه فقط، ويدلُّ عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "جُعِلَتْ ليَ الأرضُ مَسجداً وطَهوراً" (?)، ثم أشار إلى الاستدلال بكونه جوابًا.

وأقول: أما الوجهُ الأول الذي ذكره (?) القاضي - رحمه الله - فتقريرُه: أنَّ الطَّاهريةَ من حيثُ هي، لا تقبلُ التعدد الشخصي (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015