قول عكرمة: (كلام ربي)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال عبد الله بن أبي مليكة: كان عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه يأخذ المصحف فيضعه على وجهه فيقول: كتاب ربي عز وجل، وكلام ربي عز وجل].

عبد الله بن أبي مليكة هو من التابعين رحمه الله، يقول: كان عكرمة بن أبي جهل وأبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عمرو المخزومي القرشي، وقد أسلم عكرمة عام الفتح وأبلى في حروب الردة بلاء حسناً، قيل: إنه توفي في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.

يقول: كان يأخذ المصحف فيضعه على وجهه فيقول: كتاب ربي عز وجل، وهذا اجتهاد منه رضي الله عنه، وجاء في ترجمته أنه كان ربما قبل المصحف ويقول: كلام ربي.

وهذا اجتهاد منه رضي الله عنه، وبعض العامة الآن تجده إذا أخذ المصحف قبله أو وضعه على الجبهة، فهذا جاء من فعل عكرمة بن أبي جهل رضي الله تعالى عنه، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل شيئاً من ذلك، ولم يرد عن كبار الصحابة أنهم فعلوا شيئاً من ذلك، فالأولى تركه، والمهم هو العمل به، ولو قبله عشرين مرة وما عمل به فإنه لا ينفعه هذا التقبيل، فالمهم العمل بهذا القرآن، وهذا هو الذي ينفع الإنسان، أي: أن يصدق أخباره وينفذ أحكامه، ويفعل أوامره، ويجتنب نواهيه، وينزجر بزواجره، ويتعظ بمواعظه، ويقف عند حدوده، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، وهذه هي التلاوة الحقيقية التي تنفع الإنسان، قال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة:121].

والتلاوة نوعان: تلاوة حكمية وتلاوة نقلية، فالتلاوة النقلية هي قراءة القرآن، وهي عبادة، لكن التلاوة التي عليها مدار السعادة والشقاء هي التلاوة الحكمية، وهي تنفيذ أحكامه وتصديق أخباره، أما كون الإنسان يقبله أو يضعه على جبهته ولا يعمل به فهذا لا يفيده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015