التَّحْذِيرُ وَالإغْرَاءُ:

التحذير: تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه.

والإغراء تنبيهه على أمر محمود ليفعله.

وإنما ذكر ذلك بعد باب النداء لأن الاسم في التحذير والإغراء مفعول به بفعل محذوف ولا يجوز إظهاره كالمنادى على تفصيل يأتي.

واعلم أن التحذير على نوعين: الأول أن يكون بإياك ونحوه، والثاني بدونه.

فالأول يجب ستر عامله مطلقًا كما أشار إليه بقوله:

622-

"إياك والشر" ونحوه نصب ... محذر بما استتاره وجب

"إيَّاكَ وَالشَّرَّ وَنَحْوَهُ" أي نحو: إياك، كإياك، وإياكما، وإياكم، وإياكن "نَصَبْ مُحَذِّرٌ بِمَا" أي بعامل "اسْتِتَارُهُ وَجَبْ" لأنه لما كثر التحذير بهذا اللفظ جعلوه بدلًا من اللفظ بالفعل، والأصل: احذر تلاقي نفسك والشر، ثم حذف الفعل وفاعله ثم المضاف الأول وأنيب عنه الثاني فانتصب، ثم الثاني وأنيب عنه الثالث فانتصب وانفصل.

623-

ودون عطف ذا لإيا انسب وما ... سواه ستر فعله لن يلزما

"وَدُونَ عَطْفٍ ذَا" الحكم أي النصب بعامل مستتر وجوبًا "لإيَّا انْسُبْ" سواء وجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015