قوله تعالى: (ومن يطع الله والرسول ... )

{وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء:68] بسبب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.

ما هو الصراط المستقيم؟ هو هذا: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُول} [النساء:69] .

لنأخذ من أول آية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء:59] .

ثم: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا} [النساء:64] .

و {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} [النساء:65] .

و {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [النساء:69] .

انظر الآيات الأولى في المنافقين والوعيد الذي توجه إليهم، وهنا ذكر حق الذين يطيعون الله ورسوله! {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69] .

سبحان الله! مع هؤلاء الذين بلغوا القمة {وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69] ، فإذا دعيت إلى اتباع رسول الله فأطعت، فأنت مع أولئك المذكورين، {وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69] .

ارجع إلى سورة الفاتحة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:6-7] .

في الآية السابقة: {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69] .

ولذا جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سمعته صلى الله عليه وسلم في مرضه الأخير يقول: (في الرفيق الأعلى! في الرفيق الأعلى!) {وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء:69-70] .

فإذا وجد إنسان نفسه في ميوله وفي اختياره وفي رغباته تبعاً لما جاء به رسول الله، فليعلم بأنه على فضل عظيم من الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015