فهذا الحديث يبين كيفية تعامل العبد مع ربه، وكيفية تعامل الملائكة مع العبد، وقد روي عن ابن مسعود وعن أحمد قالا: ما أهلكه من غلبت عشراته آحادُه، أي: الحسنة بعشر، والسيئة بواحدة، ومع هذا فمن الناس من يأتي يوم القيامة وسيئاته أكثر عدداً من حسناته! فالمولى يضاعف لك الحسنة بعشر، ولا يحاسبك على السيئة إلا بواحدة ما لم تتب وتستغفر، ومع هذا كله تكون حصيلة السيئات عندك يوم القيامة أكثر من الحسنات! فلا يهلك على الله إلا هالك.
روى النسائي وأبو داود وأحمد رحمهم الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خصلتان لا يحافظ عليهما مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسيرتان، وقليل من يفعلهما! إذا قال بعد كل صلاة: سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، عشراً عشراً، فتلك خمسون ومائة) أي: لأن كل واحدة عشر مرات، فهي ثلاثون، يقول ذلك عقب كل صلاة، فثلاثون في خمس صلوات بمائة وخمسين، قال: (وإذا أوى إلى فراشه سبح الله وحمد الله وكبره مائة مرة، فتلك خمسمائة وألفا حسنة) أي: لأن مائتان وخمسون في عشرة بـ (2500) ، قال: (وهو لن يفعل سيئات بهذا العدد) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وهذا الحديث والتوجيه النبوي الكريم معادلة، لتعرف كم حسناتك في اليوم وكم سيئاتك، فإذا حرصت على سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، عقب كل صلاة عشراً عشراً، كان مجموع ذلك مائة وخمسين؛ فمائة وخمسون في اللسان، ولكن في الميزان تكتب ألفاً وخمسمائة؛ لأن مائة وخمسين في عشرة بألف وخمسمائة، وعند النوم تقولها مائة مرة، فهي بألف، فيكون لديك ألف وخمسمائة عقب الصلوات ولديك ألف عند الإيواء إلى الفراش، فمجموع الحسنات عند الله ألفان وخمسمائة حسنة، ولن يعمل العبد إن شاء الله سيئات بقدر ذلك.
فلو عملنا هذا، فحصيلة الحسنات أكثر بلا شك، فما عمل من خير بعد ذلك فهو فضل له، وهو سيعمل خيراً غير هذا؛ فسيلقي السلام، وسيلقى أخاه بوجه طلق، وسيعاون هذا، وسيتصدق، وسيقول كلمة الحق، وكل ذلك حسنات له، ومع هذا كله يأتي إنسان يوم القيامة وسيئاته أكثر من حسناته!! نسأل الله السلامة والعافية، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.