وتتضاعف الحسنات أيضاً بحسب المكان والزمان، ومضاعفة الحسنات في الزمان والمكان جاءت فيه النصوص الكثيرة، فمن حيث الزمان نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم فضل بعض أوقات الزمن من ساعة ومن يوم ومن ليلة ومن شهر على بعض، وكل ذلك جاءت فيه النصوص.
فمن المفاضلة في ساعة من الأربع والعشرين الساعة ساعة يوم الجمعة، قال عليه الصلاة والسلام: (فيه ساعة لا يوافقها عبد قائم يصلي، يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه) ، وهذه ساعة في يوم الجمعة، ويوم الجمعة بكامله أيضاً أفضل أيام الأسبوع، وقد حثنا صلى الله عليه وسلم على كثرة الصلاة والسلام عليه في ذلك اليوم، ووهو يوم خلق فيه آدم عليه السلام، وفيه أسكن الجنة، وفيه سرت الملائكة إليه، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تاب الله عليه، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يصادفها عبد يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه.
وكذلك عرفة، قال عليه الصلاة والسلام: (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة) ، وصوم يوم عرفة يكفر سنتين، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة، فتلك الأيام لها فضائلها، وتتضاعف فيها الأعمال ما لا تتضاعف في غيرها.
وشهر رجب جاء عنه صلى الله عليه وسلم (أن رجلاً جاءه وسلم عليه، فرد عليه السلام وكأنه لم يبال به، فسأله: ألم تعرفني يا رسول الله؟! قال: من أنت؟! قال: أنا الرجل الذي جئتك العام الماضي وأسلمت ورجعت، قال: قد تغير حالك، وكانت صفتك كذا وكذا، فقال: منذ فارقتك ما أفطرت يوماً أي: كان مداوماً على الصيام قال: صم من كل شهر ثلاثة أيام، أو صم الإثنين والخميس، أو صم يوماً وأفطر يوماً، وصم من الأشهر الحرم وأفطر) ، فالأشهر الحرم يستحب الصوم فيها، والصوم فيها أفضل من غيرها.
وكذلك العشر الأول من ذي الحجة، بين صلى الله عليه وسلم: (أنه ما عبد الله في أيام خيراً منها) ، وأقسم الله بها في قوله: {وَالْفَجْرِ} [الفجر:1] {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:2] .
وكذلك ليلة القدر هي خير من ألف شهر، أي: من ثلاث وثمانين سنة، فهذه من الأوقات الفاضلة التي فضلها الله على غيرها، والتي تتفاضل فيها الأعمال.
ونأتي إلى الأمكنة: فهذا المسجد النبوي (صلاة فيه تعدل ألف صلاة) ، وهذا لا يتعلق بالمصلي، إنما أوقعت الصلاة في مكان منحه الله فضل مضاعفة الصلاة، وجاء في حديث ضعيف مذكور في أعذب الموارد: (رمضان بالمدينة يعدل سبعين رمضان في غيرها) ، لكن هذا حديث سنده ضعيف، لكن حديث (ألف صلاة) صحيح ثابت.
وإذا جئنا إلى مكة: (فصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة) ، فالأمكنة تتضاعف فيها الحسنات.