ويبين صلى الله عليه وسلم من نوافل العبادات اليقظة أو الانتباه أو المجافاة {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} .
وبيَّن (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) ، انظر كلمة (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) ، لماذا لم يقل: يدعون الله، مع أن الدعاء يتناسب مع الله، لأن الدعاء مخ العبادة، والعبادة إفراد الله بالعبادة.
الجواب -والله أعلم- أن لفظ الربوبية أقرب إلى العطاء، وإلى جلب الخير ودفع الشر، كما في أول الفاتحة: {رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:2-3] ، فالربوبية أقرب إلى العطاء، والألوهية أحق بالعبادة والإفراد لله وحده.
قال: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} لأن ربهم عودهم العطاء، إذاً: عطاء من الرب لعباده، والألوهية استحقاق للإله على عباده، فالربوبية إعطاء العباد ما يربهم، أي: يصلحهم، والألوهية: تستوجب على العباد إفراد الله بالعبادة، ولذا يقول علماء العقائد: الربوبية فيض من الله على العبد، والألوهية عمل العباد إلى الله، فهي إفرادك الله بالعبادة، فلا تعبد غيره، وهو لا إله إلا الله.
الربوبية تفيض بفضلها وخيرها على العباد، والألوهية تطلب إفراد الله بالعبادة.