فقال النبي صلى الله عليه وسلم لـ معاذ: (لقد سألت عن عظيم) ، وهو كذلك؛ لأنه أعظم ما تتعلق به آمال البشر، (وإنه ليسير على من يسره الله عليه) ، سهل لمن سهله الله عليه.
ويأتي الحديث: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) ، وتأتي الآية الكريمة: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] ، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185] ، لأن الإسلام طريق الرحمة واليسر، ولا توجد مسألة في الدنيا إلا وأتى لها بأسهل وأوفق الحلول، ولم يسد الطريق على أحد أبداً، ففي الصلاة من لم يستطع الصلاة قائماً صلى جالساً أو مضطجعاً، ومن لم يستطع الصوم لمرض فعدة من أيامٍ أخر، والزكاة لا تجب إلا على غني عنده نصاب وحال عليه الحول، والحج إنما يجب على من استطاع إليه سبيلاً، والجهاد ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج، كل ذلك من باب التيسير.
وتقدم معنا في الأحاديث: (ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضل أموالهم، فيرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى ما يعوضهم عن غنى المال، تسبحون تحمدون تكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتختمون المائة بلا إله إلا اله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) .
وجاء: (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة) .