لما تولى عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه الخلافة ما ترك شيئاً اسمه ظلم في بيت المال إلا ورده على أهله، من هذا العمل الخيّر تزدهر الحياة في زمن عمر خلال سنتين أصلح فيها ما أفسد من كان قبله.
ويعم الله الأرض بالخير، ويرسل عامله إلى إفريقيا لتفريق الزكاة، فيوزع من الزكاة ما يغني الفقراء، ويقول العامل: بقي عندي مال من الزكاة، ماذا أفعل به؟ فيقول: انظر هل من مدين فاقض دينه؟ فيبعث إليه أنه بقي عندي، فيقول: انظر هل من غريب فأرسله إلى بلده، يقول: بقي عندي، فيقول: انظر هل من أعزب فزوجه! هكذا كان بيت المال وفيراً بالمال إلى حد أن يسد حاجة الأفراد والجماعات بفضل الله، ثم بإقامة العدل ورد المظالم.
ثم من بعد عمر بن عبد العزيز وبعد الدولة الأموية وأوائل العصر العباسي وأواخر العصر الأموي كثر الظلم من العمال، فأنشأ ديوان المظالم أو قاضي المظالم؛ لينظر في ظلم العمال للرعية.